اجتماع الهيئة العامة للعام 2024      الجمعيات الخيرية والدواوين تقف مع غزة      اجتماع الهيئة العامة للعام 2023      اجتماع الهيئة العامة للعام 2023      تهنئة للاستاذ فوزان المناصير      عيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم      تمكين الجمعيات الخيرية من للإستفادة من التطبيقات الإلكترونية والتحول الرقمي      افتتاح الدورة التدريبية في لواء وادي السيربرعاية عطوفة متصرف لواء وادي السير الاستاذ سعد العبداللات و مديرة تنمية لواء وادي السير السيده شذى الدباس      اعلان دورة تدريبية لجمعيات لواء وادي السير      افتتاح دورة تدريبية في جمعية عمواس الخيرية النصر
أخبار الإتحاد
الأحد , 08 حزيران , 2014 :: 12:19 م

المغفور لها باذن الله تعالى السيده " بثينه جردانه " " حديث ذكريات " ومذكرات طفلة عاشت في عمان



من اوائل الجامعيات في حملهن مسؤولية التربية والتعليم والثقافة والشؤون النهضوية والوعي من أجل المرأة والمجتمع بشكل عام كانت المثقفة والناشطة (بثينة جردانة) قد القت هذه الذكريات الخاصة عبر اشتراكها في مؤتمر عمان واقع وطموح عام 1995.
«لقد احببت عمان منذ طفولتي لذلك سأتحدث عن عمان من خلال ذكريات طفلة عاشت في عمان الدرة في منظومة المدن العالمية وليس فقط في المدن العربية، لقد أحببت عمان عندما كنت طفلة، وكان ذلك في الحرب العالمية الثانية، حينها كنت في مدينة حيفا، وقد احببتها لأن لي اهلا فيها أحبهم، فقد احببت فيها عمي عبدالرحيم جردانة اول صيدلي في الاردن واحببت جدتي التي كانت تسكن في هذه المدينة، واحببت عمان اكثر عندما كنت في الرابعة من عمري، ومما اذكره ان بنتا اسمها ديبورا كانت بنتا لأسرة يهودية كانت تسكن بجوارنا، وكانت اكبر مني سنا، وكانت تضربني، وفي احدى المرات ضربتني ضربا مبرحا، وقالت لي: هذه ليست بلادكم، اذهبوا الى الصحراء، الى شرق الاردن، وقد كانت الصحراء في مخيلتي هي بلد العروبة وبلد العرب، وهي اصلنا وهي أساس وجودنا وهي منطلق حضارتنا، فتخيلت ذلك وأحببت ان آتي الى عمان، لأن فيها الأميرة البدوية، بصورتها في ذكريات الطفولة وفيها كذلك مرابع قيس بن الملوح.
هذه بعض ذكريات الطفولة، لقد احببت عمان عندما كنت ادرس في رام الله وأنا طفلة في مدرسة الفرندز، وكان اهل عمان يوفدون بناتهم الى تلك المدرسة فعرفت في بنات عمان، الطيبة والنخوة والأصالة احببتهم وتمنيت بل وكنت اردد دائما عندما اذهب في عطلة الى بيت في عمان، ليتنا نسكن في عمان، وتحققت الأمنية بصورة اخرى، فقد نفي والدي عام 1942 من فلسطين وأتى الى عمان.
ان ذكريات عمان في ذلك الوقت كانت تدور حول السيل وسط المدينة، وقد كنا نسمع القصص عن جلسات تعقد ما بين الناس ويسمونها استقبالات، حيث كانت كثير من النساء في ذلك الوقت يعزفن على العود، وكن يحببن المرح والكيف كما نرى الآن في برامج شامية اذ ان جماعة من النساء، يجتمعن فتقوم واحدة منهن بالعزف على العود وهناك أناس يغنون ويمرحون، وهذا يعني انهم كانوا يعيشون حياة رضية ناعمة جميلة.
ومما اذكره انني رافقت احدى عماتي الى جلسات للملكة مصباح رحمها الله، حيث كانت النساء يتبادلن الحديث في ذلك حول موضوعات شتى، وقد عرفت أهالي عمان في ذلك الوقت بالطيبة والنخوة والشمائل العربية الكريمة، حيث استقبلوا والدي بكل ترحاب، ومما اذكره ان والدي عندما اشترى حصانا في ذلك الوقت، وكان شابا، وكان يذهب الى رأس العين، وكنا نرافقه كانت المياه تنحدر من ذلك الجبل، وكانت حدود عمان بسيطة جدا، ومما اذكره كذلك عندما كنت أطل من نافذة بيت عمي في جبل عمان لأرى بيت الطباع، وكنت اقول ما احلى هؤلاء النساء وكنت عندما انظر من نافذة بيت عمي ارى البيوت الوادعة، فأحببت هذه المدينة النامية المتطورة.
اما في المدرسة فقد كنت ارى الطالبات وهن يضعن الخمار الاسود على رؤوسهن وكن يخفينها في جيوبهن او حقائبهن، وعندما يصلن باب المدرسة يضعنه على رؤوسهن ، كنت كلما ذهبت الى المدرسة اقوم بتقبيل يد المديرة خانم، فقد كانت هذه المديرة شيئا كبيراً ، اذ كانت المرأة في تلك الفترة اما ان تعمل خياطة او مديرة او مدرسة، لكني عرفت من النساء في ذلك الوقت من هن خريجات من الجامعة الاميركية فعرفت في الخمسينات المحامية إملي بشارات، عرفت في نهاية الاربعينات عدداً من النساء اللواتي انضممن الى الجمعيات الخيرية مثل جمعية التضامن، وجمعية الهلال الاحمر وجمعية الاتحاد النسائي، حيث انضممن مع بعض ليكون جمعية التضامن النسائي، وقد رأيت جلالة الملكة زين الشرف وهي تتقدم السيدات عندما افتتحت جمعية الهلال الاحمر، ورأيت عمان عام 1948 كيف اصبحت مدينة الانصار في هذا القرن، حيث احتضنت اخوتها الآتين او اللاجئين من فلسطين ورأيت نساء عمان يتظاهرن ويشجبن اعمال العنف واعمال التهجير، ورأيت نساء عمان وهن يغزلن الصوف ويحكنه للمقاتلين في العدوان الثلاثي على مصر، وفي معركة تحرير الجزائر، كيف تبرعن بجواهرهن وبذهبهن، وكيف اشتغلن ليل نهار ليوفرن للمقاتلين من اجل تحرير هذين البلدين ما يوفر لهم سبل العيش.
هذه ذكريات طفلة وشابة لكن ذكرياتي فيما بعد عندما تأكدت انه يجب ان يكون للمرأة دور في المجتمع الذي يعشن فيه وانا طبعاً امرأة عاملة امثل نساء جيلي، لم يكن هناك صعوبة ابدا ان التحق بالجامعة او ان ادرس، وقد درست الادب العربي، وعدت لادرس في مدارس التربية والتعليم، واصدقكم القول يا اخواني واخواتي ان عمان احترمت النساء وان عمان فتحت جميع الابواب على مصراعيها امام المرأة واذكر انه عند تتويج جلالة الملك الحسين المعظم، اننا دعينا كنساء للبرلمان لحفل التتويج واذكر ان أي منصب كان مفتوحاً امامي وامام زميلاتي اذ اثبتت المرأة وجودها في أي مجال من مجالات العمل وهذا بالطبع من دستورنا الذي ينص على ان الاردنيين امام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وانا اتكلم بشكل عام وهذا لا يعني ان ما اقوله ينطبق على الجميع لانه ما زال هناك معوقات امام بعض النساء ، لكن بعد هذه الحركة النسوية النشطة، وبما قرره اخواننا الرجال الذين يؤمنون بان المرأة جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع نأمل ان تنطلق مسيرة المرأة الى الامام، بحيث تساهم في رفعة هذا البلد المعطاء، الذي لا يبخل على ابنائه ابداً بأي شيء.
عمان كما ذكرت زميلتي الاخت املي نأمل بان يكون للمرأة مشاركة اكبر في صنع القرار من خلال تواجدها في مراكز صنع القرار في رأيي ان هذا لن يكون الا اذا اتيح لهذه المرأة ان تشارك في هذه المراكز، وعلى سبيل المثال في البرلمان لن يكون للمرأة دور بدون الكوتا في مرحلة انتقالية، وفي المجالس البلدية يجب ان يكون هناك دعم من النساء ومن الرجال للمرأة.
وكما ذكرت سابقاً ان النساء في عمان في هذه الاوقات يستعددن للذهاب والمشاركة في مؤتمر بكين ، ونأمل ان يكون لهن دور مؤثر وفعال في المؤتمر، ونحن لن نذهب الى بكين لنقول ان هناك عنفاً ضد المرأة او ان المرأة محترمة، واذا كان هناك عنف فمن واجبنا نحن ان نقضي عليه، بدل ان نذهب لنتحدث عنه في بكين ولن نقول كذلك ان هناك اختراقا للمساواة بالنسبة للمرأة، انما سنذهب الى بكين لنقول ان النساء في الاردن يتطلعن الى المزيد من العطاء والى مزيد من العمل والى المزيد من الاندماج في البرامج الاقتصادية والاجتماعية.
وان عمان ما بخلت يوماً علينا ولذلك يجب ان لا نبخل عليها بالعطاء والعمل الجاد، حتى نستحق ان نكون بنات عمان وابناء عمان




عدد القراء: 11707



Share |
تعليقات القراء
1 الى رحمة الله تعالى ام انس
الأحد , 08 حزيران , 2014 :: 12:24 م
أضف تعليقا
الحقول المسبوقة بعلامة (*) هي حقول إجبارية.
* الإسم :
البريد الإلكتروني :
* نص التعليق :
أرسل