قال تعالى في محكم كتابة (( وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ )) .
وقال تعالى ((مَّثَلُ الَّذِينَ
يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ
سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ
وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم )).
الإنفاق في سبيل الله عمل محبب إلى
الله مقرب أليه طارد لغضبه منزل لرحمته مطهر للنفس من الشح , فيه منفعة للمجتمع
وتكامل اجتماعي يعطي فيه الغني الفقير من فضل ماله , " قل العفو "
والعفو الزيادة عن الحاجة .
ولما كانت الجمعيات الخيرية على
كثرتها تقدم خدمات اجتماعية للفقراء والمحتاجين والذوي الحاجات وكبار السن أو حسب
أهداف الجمعيات فهذه الجمعية بحاجة لدعم المجتمع وإلا كيف تستطيع أن تقدم بدورها
الإنساني دون بذل وعطاء من الأيادي البيضاء في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة التي
وجدت من اجلها الجمعيات وهي المساعدة وتقديم الخدمة أي كان النوع إلى جزء من
المجتمع الخير والذي قد يحتاج لمثل هذه المساعدة.
وما كان للجمعيات أن تأخذ دور الدولة
في تقديم الخدمات والمساعدات ولكن الجمعيات جاءت لتكمل هذا الدور وتكون أداة بناء
وتكامل لهذا الدور العظيم , وفي ظل الظروف العالمية الصعبة وارتفاع الأسعار
والبطالة وغيرها.
لابد من دور فاعل للجمعيات ولكن
المجتمع الخير عليه دور كبير من أكمال دور الجمعيات من خلال الدعم المالي و العيني
وخاصة المقتدرين منهم ولا تستهين بالقليل
, وكذلك المصانع والشركات والتي تقدم خدمات جليلة في تقديم عجلة الاقتصاد و توظيف
أبناء البلد في أعمال التي تدر عليهم وعلى أسرهم , هذا الشركات والمنشات الكبيرة
والبنوك والمصانع و الشركات والتي يقدر رؤوس أموالهم بمئات الآلاف من الدنانير ,
من واجبها الإنساني قبل كل شيء أن تقدم للجمعيات الخيرية دعما من تلقى أنفسهم أو
من خلال قانون تنمية المجتمع المحلي , والتي توجب على المنشأة تقديم خدمات طالما تشاركها بالماء والكهرباء والطرق
, وأحيانا يتنفسوا من عبيق رواحها وخاصة المصانع الكبيرة التي تنفق مئات الغازات
والأبخرة في الجو تلك المنطقة أو القرية .
أليس من حق هذا المجتمع وخاصة محتاجيه
أن تكون لهم نصيب من المغنم طالما هم شركاء من المقرم (( الجو الصحي ))
كثير من هذه المصانع لا تقدم واجبها
الإنساني في حين أنها تلتزم بدفع جميع الضرائب والمستحقات , وتستفيد كثير من
التشجيع الاستثمار والإعفاءات السخية من الحكومات المتعاقبة.
أقترح أن يكون هناك قانونا يخدم
الجمعيات الخيرية ولو بنسبة بسيطة تؤخذ سنويا دون منه من احد , تدفع جزء من
الالتزامات الرسمية كضرائب والترخيص السنوية.
وأن يكون العمل التطوعي خدمة للمجتمع
, وان هولاء العزيزين على وطننا الحبيب لهم كل الدعم والرعاية .
ولهم حق معلوم للسائل المحروم , ومن
جارت عليه الأيام , وقد أكون أنا وقد تكون أنت أو أخي أو أخيك فجزى الله عنا كل
خير وجزي المحسنين الخير الوفير , ووقانا وقارئنا الكريم شر الأيام , والله ولي
التوفيق , والله من وراء القصد .
بقلم الدكتور خالد ضبعان الزبــن