الموت ارحم
الكاتب:
رئيس الجمعية
الموت ارحم
عندما تظلم الدنيا ، وينطفئ النور، ويستوي الظلام والنور، وعندما يموت الأمل ، وتذبل النفس ويسودها اليأس ، تطبق الأفق الواسعة على القلوب الصغيرة التي ليس لها تجربة في الحياة ، وليس لها ركن شديد يتساوى في عين الحزين الحياة والموت الجنة والنار يغلق العقل ويسأم الجسد والروح ويرى الخلاص من الدنيا بتركها والخروج من الحياة بحرق الجسد.
لماذا يقدم شاب في مقتبل العمر على حرق نفسة امام وزارة التنمية الاجتماعية ؟ لماذا سئم الحياة فقرر الموت ؟ لماذا رفض الحياة واختار الخلاص من الدنيا ؟ لماذا ضيقت الدنيا عليه وأرض الله واسعة ؟ الم تكن بلدنا هي ملجئ من لا ملجئ له ؟ الم تكن بلدنا بلد الأنصار ، تئوي من ضاقت عليه الدنيا وجارت عليه الظروف .لما لم تتسع الدنيا على هذه الفئة العزيزة على الوطن والذين عاشوا ايتاما وان كان بعضهم ابائهم احياءا يرزقون ، لقد ظلموا نطفا وظلموا اطفالا وها هم يظامون كبارا . الم يغضب لهم الملك الراحل ؟؟ الملك الانسان الملك الحسين طيب الله ثراه واسكنهم قصره .
اين المنظمات العالمية ، حقوق الطفل ، حقوق الانسان وحقوق المرأة ، والرفق بالحيوان ....!!! لقد استجاروا هؤلاء بكل الوطن ،لقد استجاروا برئيس الوزراء ووزير التنمية وكل الاردنيين لكنهم لم يجاروا... لقد اعتصموا كثيرا .ولم يسمع لهم . لقد اراد هذا الشاب ان يسمع ضمائر اصحاب الدولة والمعالي والسعادة وأن يزهق روحه التي هانت عليه ليسمع من يجير المستأجرين ويأوي الفارين و يسمع من يبني المخيمات ويصرف الكثير عليهم .
وانني كمواطن احب بلدي وشعبي اترحم على هؤلاء الفئة التي ظلمت كثيرا ، واترحم على روح هذا المسكين الذي فر من ظلم الدنيا الى عدل السماء ، ومن ضيق الحياة الدنيا الى الحياة الآخرة. واقول لا حول ولا قوة الا بالله ... اللهم ارحم هذه النفس التي احرقت جسدها .
بقلم: د. خالد ضبعان الزبن
|